فصل: (سورة يونس: الآيات 90- 92):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

التنويع في الخطاب: فقد نوع سبحانه في خطابهم، فثنى أولا، ثم جمع، ثم وحد آخرا. والسر في ذلك أن موسى وهارون خوطبا بأن يتبوءا لقومهما بيوتا ويختاراها للعبادة، ثم سيق الخطاب عاما لهما ولقومهما باتخاذ المساجد للصلاة فيها، لأن ذلك واجب على الجمهور، ثم خص آخرا موسى بالبشارة التي هي الغرض الأسمى تعظيما لها وللمبشر بها.

.الفوائد:

توكيد الفعل بالنون:
ورد في هذه الآية قوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} فالفعل {وَلا تَتَّبِعانِّ} قد دخلت على آخره نون التوكيد الثقلية وإدخال هذه النون يكون على المضارع والأمر ولا تدخل على الماضي. وهناك قاعدة دقيقة في توكيد الفعل سنوضحها فيما يلي:
1- إذا كان المضارع مسندا للاسم الظاهر أو ضمير الواحد فتح ما قبل النون، سواء كان الفعل صحيحا أو ناقصا، فنقول: لينصرنّ علي وليدعونّ، وليرمينّ، وليسعينّ.
2- وإن كان مسندا لألف الاثنين كسرت نون التوكيد بعد الألف، فنقول: لينصرنّ، وليدعوانّ، وليرميانّ، وليسعيانّ.
3- وإن كان مسندا لواو الجماعة ضم ما قبل النون وحذف من الناقص آخره مطلقا، وحذفت أيضا واو الجماعة، إلا في المعتل بالألف فتبقى محركة بحركة مجانسة لها فنقول: لينصرنّ، وليدعنّ، وليرمنّ، وليسعونّ.
4- وإن كان مسندا لياء المخاطبة كسر ما قبل النون وحذفت من الناقص آخره مطلقا، وحذفت أيضا ياء المخاطبة إلا في المعتل بالألف فتبقى بحركة مجانسة لها فتقول: لتنصرنّ، ولتدعنّ، ولترمنّ، ولتسعينّ.
5- وإن كان مسندا لنون النسوة زيدت ألف بين النونين وكسرت نون التوكيد فتقول: لينصرنانّ، ليدعونانّ، ليرمينانّ، ليسعينانّ. وكالمضارع في ذلك الأمر فتقول: انصرنّ، ادعونّ، ارمينّ، اسعينّ وهلم جرا.

.[سورة يونس: الآيات 90- 92]:

{وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا لَغافِلُونَ (92)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (جاوزنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(نا) ضمير في محلّ رفع فاعل (ببني) جارّ ومجرور متعلق بـ (جاوزنا)، وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (البحر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أتبع) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (فرعون) فاعل مرفوع ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (جنود) معطوف على فرعون بالواو مرفوع و(الهاء) مضاف إليه (بغيا) مفعول لأجله منصوب، (عدوا) معطوف على (بغيا) بالواو منصوب (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بـ (قال)، (أدرك) فعل ماض و(الهاء) ضمير مفعول به (الغرق) فاعل مرفوع (قال) مثل أدرك، والفاعل هو (آمنت) فعل ماض وفاعله (أنّ) حرف مشبّه بالفعل ناسخ- للتوكيد و(الهاء) ضمير الشأن في محلّ نصب اسم أنّ (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب وخبر لا محذوف تقديره موجود أو معبود بحقّ (إلّا) حرف للاستثناء (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر (آمنت) فعل ماض.. و(التاء) للتأنيث (الباء) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (آمنت)، (بنو) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (إسرائيل) مثل الأول.
والمصدر المؤوّل (أنّه لا إله...) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بـ (آمنت) أي: آمنت بأنّه لا إله إلّا.
(الواو) عاطفة (أنا) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (من المسلمين) جارّ ومجرور خبر المبتدأ وعلامة الجرّ الياء. جملة: {جاوزنا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أتبعهم فرعون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جاوزنا.
وجملة: {أدركه الغرق} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قال...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {آمنت...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لا إله إلّا...} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {آمنت به بنو...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: {أنا من المسلمين} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: تؤمن {الآن} في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو استئناف بياني.
وجملة: {قد عصيت} في محلّ نصب حال من الفاعل في (تؤمن).
وجملة: {كنت من المفسدين} في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال.
(الفاء) عاطفة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (ننجيك) وهو مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء و(الكاف) ضمير مفعول به.. والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (ببدن) جارّ ومجرور حال من ضمير الخطاب و(الكاف) مضاف إليه (اللام) للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بحال من آية- نعت تقدّم على المنعوت- (آية) خبر تكون منصوب و(خلف) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من و(الكاف) مثل الأخير.
والمصدر المؤوّل (أن تكون) في محلّ جرّ باللام متعلّق بـ (ننجيك).
(الواو) اعتراضيّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (كثيرا) اسم إنّ منصوب (من الناس) جارّ ومجرور نعت لـ (كثيرا)، (عن آيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (غافلون)، و(نا) ضمير مضاف إليه (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (غافلون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: {ننجيك...} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {تكون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: {إنّ كثيرا من الناس...} لا محلّ لها اعتراض تذييلي لتقرير الكلام المحكيّ.

.الصرف:

{الغرق}، مصدر سماعيّ لفعل غرق يغرق باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.

.البلاغة:

التورية: في قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} إذا فسر البدن بالدرع. أما إذا فسر بالجسم، فيكون المعنى ننجيك في الحال التي لا روح فيك، وإنما أنت بدن، أما تفسير البدن بالدرع فيدل عليه قول عمرو بن معد يكرب:
أعاذل شكّتي بدني وسيفي ** وكلّ مقلّص سلس القياد

وكانت لفرعون درع من ذهب يعرف بها، وعندئذ صح في البدن التورية، وهي أن البدن في القريب الظاهر بمعنى الجسم، وفي البعيد الخفي بمعنى الدرع، ومراده الخفي، فإن نجاة فرعون أي خروجه من البحر بعد الغرق بدرعه أعجب آية من خروجه مجردا. والتورية باختصار هي: أن يذكر المتكلم لفظا مفردا له معنيان: قريب ظاهر غير مراد، وبعيد خفي هو المراد.

.[سورة يونس: آية 93]:

{وَلَقَدْ بَوَّأْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدر (قد) حرف تحقيق (بوأنا) مثل جاوزنا، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (إسرائيل) مثل السابق، (مبوّأ) مفعول به منصوب، (صدق) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (رزقنا) مثل جاوزنا، و(هم) ضمير مفعول به (من الطيّبات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (رزقنا) (الفاء) عاطفة (ما) نافية (اختلفوا) فعل ماض وفاعله (حتى) حرف غاية وجرّ (جاء) فعل ماض و(هم) مثل الأخير (العلم) فاعل مرفوع (إنّ ربّ) مثل إنّ كثيرا، و(الكاف) ضمير مضاف إليه (يقضي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل هو (بين) ظرف منصوب متعلّق بـ (يقضي)، و(هم) ضمير مضاف إليه (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بـ (يقضي)، (القيامة) مضاف إليه مجرور (في) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (يقضي)، (كانوا) فعل ماض ناقص- ناسخ- والواو اسم كان (في) مثل الأول و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (يختلفون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل. والمصدر المؤوّل (أن جاءهم) في محلّ جرّ متعلّق بـ (اختلفوا).
جملة: {بوّأنا...} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {رزقناهم..} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: {ما اختلفوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة رزقناهم.
وجملة: {جاءهم العلم} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة: {إنّ ربك يقضي...} لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
وجملة: {يقضي...} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {كانوا فيه يختلفون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {يختلفون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.الصرف:

{مبوّأ}، مصدر ميميّ- أو اسم مكان- ويصح أخذ الاعتبارين في الآية.. وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين.

.[سورة يونس: آية 94]:

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (94)}

.الإعراب:

(الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (كنت) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط.. و(التاء) اسم كان (في شكّ) جارّ ومجرور خبر كنت (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بنعت لشكّ (أنزلنا) مثل جاوزنا، (إلى) حرف جرّ و(الكاف) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (أنزلنا)، (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اسأل) فعل أمر، والفاعل أنت (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يقرءون) مثل يختلفون، (الكتاب) مفعول به منصوب (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يقرءون)، و(الكاف) ضمير مضاف إليه (لقد جاء) مثل بوّأنا مبني على الفتحة، و(الكاف) ضمير مفعول به (الحقّ) فاعل مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (جاء) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدر (لا) ناهية جازمة (تكوننّ) مضارع ناقص مبنيّ على الفتح في محلّ جزم... و(النون) نون التوكيد، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الممترين) جارّ ومجرور خبر تكوننّ، وعلامة الجرّ الياء.
جملة: {كنت في شكّ....} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أنزلنا} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {اسأل...} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يقرءون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {جاءك الحقّ...} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة: {لا تكوننّ من الممترين} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا وعيته فلا تكوننّ....

.الفوائد:

هل يشك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم بما أنزل إليه؟ ورد حول هذه الآية سؤال واعتراض. وهو أن يقال: هل شك النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم فيما أنزل عليه في نبوته حتى يسأل؟
وإذا كان شاكا في نبوة نفسه، كان غيره أولى بالشك منه. والجواب عن هذا السؤال ما قاله القاضي عياض في كتابه الشفاء: احذر ثبّت اللّه قلبك أن يخطر ببالك ما ذكره بعض المفسرين عن ابن عباس أو غيره من إثبات هذا الشك للنبي-صلى الله عليه وآله وسلم-- فيما أوحي إليه- فإنه من البشر، فمثل هذا لا يجوز عليه صلى الله عليه وآله وسلم جملة. بل قد قال ابن عباس: لم يشك النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم، ولم يسأل. ونحوه عن سعيد بن جبير والحسن البصري.
وحكي عن قتادة أنه قال: بلغنا أن النبي صلّى عليه وآله وسلم قال عند نزول هذه الآية: ما أشك ولا أسأل. وعامة المفسرين على هذا، تم كلام القاضي عياض رحمه اللّه تعالى. ثم اختلفوا في معنى الآية ومن المخاطب على قولين: أحدهما أن الخطاب للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم في الظاهر والمراد به غيره، فهو كقوله: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يشرك، فثبت أن المراد به غيره.
ومن أمثلة العرب إياك أعني واسمعي يا جارة ويدل على صحة هذا التأويل قوله تعالى في آخر هذه السورة: {قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي}، وقيل: إن اللّه سبحانه وتعالى علم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يشك قط، فيكون المراد بهذا التهييج فإنه صلّى اللّه عليه وآله وسلم إذا سمع هذا الكلام يقول: لا أشك يا رب ولا أسأل. وقال الزجاج إن اللّه خاطب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: {فإن كنت في شك} وهو شامل للخلق، فهو كقوله: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ}. وهذا وجه حسن. ولكن فيه بعد لاندراج النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الخطاب وبقاء الاعتراض قائما. والقول الآخر أن هذا الخطاب ليس هو للنبي صلى الله عليه وآله وسلم البتة، ووجه هذا القول أن الناس كانوا في زمنه ثلاث فرق: مصدقا به، ومكذبا له، وشاكا، فخاطب تعالى الفرقة الثالثة بهذا الكلام، واللّه أعلم.
واختلفوا في المسؤول عنه في قوله تعالى في هذه الآية: {فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ} فقال المحققون من أهل التفسير: هم الذين آمنوا من أهل الكتاب، كعبد اللّه بن سلام وأصحابه، لأنهم هم الموثوق بأخبارهم.

.[سورة يونس: آية 95]:

{وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ (95)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (لا تكونن) مثل السابقة، (من) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق بخبر تكونن (كذّبوا) فعل ماض وفاعله (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت (من الخاسرين) مثل من الممترين. والمصدر المؤوّل (أن تكون) معطوف على مصدر متصيّد من النبي السابق أي لا يكن منك كذب بآيات اللّه فخسران.
جملة: {لا تكوننّ...} معطوفة على جملة لا تكوننّ من الممترين.
وجملة: {كذّبوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {تكون...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.

.[سورة يونس: الآيات 96- 98]:

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (97) فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ (98)}

.الإعراب:

(إنّ) حرف مشبّه بالفعل (الذين) موصول في محل نصب اسم إنّ (حقّت) فعل ماض.. و(التاء) للتأنيث (على) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (حقّت)، (كلمة) فاعل مرفوع (ربّ) مضاف إليه مجرور و(الكاف) في محلّ جرّ بالإضافة (لا) نافية (يؤمنون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة: {إنّ الذين حقّت...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {حقّت.. كلمة....} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {لا يؤمنون} في محلّ رفع خبر إنّ.
(الواو) واو الحال (لو) حرف شرط غير جازم (جاءت) مثل حقّت و(هم) ضمير مفعول به (كلّ) فاعل مرفوع (آية) مضاف إليه مجرور (حتى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون..
والواو فاعل (العذاب) مفعول به منصوب (الأليم) نعت للعذاب منصوب.
والمصدر المؤوّل (أن يروا) في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (لا يؤمنون).
وجملة: {جاءتهم كلّ آية...} في محلّ نصب حال من فاعل يؤمنون..
وجواب لو محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: {يروا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
(الفاء) عاطفة (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا فيه معنى التوبيخ (كانت) فعل ماض ناقص و(التاء) للتأنيث (قرية) اسم كانت مرفوع (آمنت) مثل حقّت، (الفاء) عاطفة (نفع) فعل ماض و(ها) ضمير مفعول به (إيمان) فاعل مرفوع و(ها) مضاف إليه (إلّا) أداة استثناء (قوم) مستثنى منصوب (يونس) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة (لما) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بـ (كشفنا)، (آمنوا) فعل ماض وفاعله (كشفنا) فعل ماض وفاعله (عن) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (كشفنا)، (عذاب) مفعول به منصوب (الخزي) مضاف إليه مجرور (في الحياة) جارّ ومجرور متعلّق بعذاب، (الدنيا) نعت للحياة مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (متّعنا) مثل كشفنا و(هم) ضمير مفعول به (إلى حين) جارّ ومجرور متعلّق بـ (متّعناهم).
جملة: {لولا كانت قرية...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف المتقدّم.
وجملة: {آمنت...} في محلّ نصب خبر كانت.
وجملة: {نفعها إيمانها} في محلّ نصب معطوفة على جملة آمنت.
وجملة: {آمنوا...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {كشفنا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {متّعناهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.